(المعطي) اسم من أسماء الله الحسنى، قال الله تعالى ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾

فعندما نستشعر معنى أسم الله المعطي، في كل تعاملاتنا، فسنستشعر بها بقلوبنا وجوارحنا.

ويعتبر العطاء واحداً من أجمل الصفات التي تتواجد عند الإنسان سواء على مستوى الشخصي او المهني، فهو يُساعد على زيادة المحبة والآلفة وعلى التخلص من مشاعر البغض والكراهيّة.

فالعطاء هو واحد من أفضل الاستثمارات التي يمكنك تقديمها نحو تحقيق السعادة، فعندما تكون السعادة بالعطاء ممزوجان نابعاً من القلب دون أنانية، هنا تتجلى قوة وثمرة بينهما.

وإذا أمتزج العطاء بالسعادة تحقق الوصل بين القول بالعمل ووجدنا ذلك بالروح المؤمنة، فتعطينا اللذة الحقيقية لكل ما نملكه في الحياة، وبما نسمو به بقلوبنا والأرواح والجوارح، مما يشعرنا بلذة نعم الله تعالى علينا في الحياة ليس بعدها لذة.

يقول ابن القيم رحمه الله: “إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها، فأفعل الخير مهما استصغرته، فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة”، هنا قاعدة السعادة بالعطاء تبدأ بقضاء حوائج الناس.

وعلمياً ثبت أن العطاء يؤدي إلى الشعور بالسعادة نتيجة إفراز مادة الدوبامين في الدماغ التي تفرز مع الشعور بالفرح والنشوة، وتمنحنا إحساسًا بالسعادة بسبب العطاء، ويساهم عطائك في رفع مستويات سعادة من حولك، فحين نُعطي (الأموال،الكلمات الايجابية،الاهتمام ،الاحترام،التقدير،العون،جبر الخواطر،قضاء الحوائج) نرفع من معنويات من حولنا، ونساعدهم على خوض الحياة بروح المحبة بيننا بلا منه ولا أذى ومن دون مقابل ،فيأتي لك بأضعاف ذلك من السعادة والشعور بالرضى والفخر وراحة البال.

كل ذلك يكون داخل بيئة العمل والمنزل ومجالسة الأقارب والأصدقاء وجماعة المسجد والمجتمع عامة.

فتلك الغايات لا يمكن الوصول إليها إلا بتحقيق مشاركة الآخرين بنفعهم بما يخدم به العباد والبلاد.

سؤال: متى نشعر بأن السعادة بالعطاء؟

  1. بالشغف في خدمة الآخرين، فالمسألة لا تقتصر على مقدار ما نعطيه فقط، ولكن مقدار الحب الذي تضعه في العطاء فكلما ازداد العطاء كلما ازادت السعادة، لأن العطاء الحقيقي من القلب يأخذك من نفسك ويملأ حياتك بالفرح ويغذيها.
  2. بإعطى الأخرين من وقتنا فهو أكثر قيمة للمتلقي وأكثر إرضاءً للمانح من هدية المال، لا نمتلك جميعاً نفس القدر من المال لكننا نمتلك الوقت، ويمكن أن نُعطي بعضاً من هذا الوقت لمساعدة الآخرين ودعمهم.
  3. بتطوير طرق الاهتمام والمهارات لتحقيق احتياجات الآخرين، فلنكن ذا عطاء يشعر الأخرين بقيمة عطائنا بطريقة لا نستهين الأخرين بها ولا تقتل أو تقلل بها ذاتك.
  4. بتطوير قوة العطاء والبهجة بالخروج من عالمنا والخوض في عالمهم بواقعية ومنطق، يقول المثل الصيني “مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاؤك إليك”

فالسعادة بالعطاء هي أسباب الفرحة والمحبة والدعم والمشورة التي نقدمها للآخرين والتي تعكس لنا السعادة الحقيقية والقرب لله، فعندما نعطي فإننا نجني فرحه رؤية ابتسامه مشرقه، ضحكة، ودموع الفرح والامتنان، فهديه الفرح ستأتي إليك عندما تعطي من ذاتك برضاك وقناعتك للآخرين.

خلاصة ذلك: رسالتي إلى كل مسؤول وأب وصديق وجار وسائر في الطرق، إذا كنت تريد أن تكون ثرياً، فقدم العطاء لإسعاد الأخرين، ومن يريد النجاح والسعادة وراحة البال، فليحاول إسعاد قلوب الآخرين ويخفف همومهم وأحزانهم.

فحينها سترى أن العطاء يأتي لك بالسعادة الحقيقية والرضا الدائم في الحياة.

فالعطاء مفتاح السعادة، فهمت علي أيها (المسؤول عن فريق عملك والأب والأم لعائلتهم والصديق لصديقه)